كنت من بين المساندين و المدافعين عن رؤيته السياسية ، عبر حزب الإتحاد من أجل الجمهورية في نسخته السابقة ، كما أنني كنت من أشد المطالبين بإصلاح الحزب و اعادة النظر في خطابه السياسي واعادة هيكلته لاهتمامي البالغ بأهمية الاصلاح الجذري المرتكز أساسا على تحيين الخطاب وتصحيح المفاهيم و توحيد قاموس المصطلحات السياسية ، بعيدا عن التخوين و الشحن ، فكان لي الشرف أن شاركت في لجنة إصلاح الحزب حينها ، مشددا رفقة الجميع على ضرورة تجسيد الخطاب الديموقراطي الوطني الاتحادي المعتدل..
كما أنني و للأمانة كانت لدي قناعة تامة من سعيه الدؤوب ، وخاصة بعد ذلك الاصلاح الحزبي ، إلى التأسيس لعمل سياسي متزن مرسخ للطرح الوطني بعيدا عن التعصب السياسي و خطاباته و عن الرؤى التي تخدم أجندات أحادية ضيقة ، وهذا ما برر بالنسبة لي إلتفاف غالبية النخب السياسية حوله ، و حول مشروع حزب الاتحاد من أجل الجمهورية ، و تمسكهم بهذا الطرح السياسي الجامع ، وتصدر الحزب للمشهد السياسي بشكل منقطع النظير ..
ولكن وبعيدا عن الملف القضائي ، فإنني اعتبر أن سيادة الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز ، ومع احترامي الشديد لتوجهه السياسي الجديد الذي اعلن عنه ، قد حاد عن المصداقية في الطرح و جانب الإتزان السياسي و الموضوعية ، ربما في محاولة منه لتشتيت الانتباه و صرف الانظار عن ملفه القضائي ، أو ربما إستجداء للتعاطف الشعبي ، فاختياره الخط السياسي المتعصب كان خطوة بعيدة عن مسار الخط الوطني المعتدل الذي أسسنا له جميعا ، و يعتبر في جوهره اختيار لطرح يدعو الى النيل من المكتسبات ، و إلى تسفيه المنجز و اعتماد نهج التخوين السياسي وشخصنة الخلاف بصورة عامة ..
كما اعتبر أن ما يقوم به الآن من تحرك سياسي ، أقل ما يمكن أن يوصف به هو الوصول مرحلة الإفلاس السياسي ، وأن ما يدعي من وجود أزمة سياسية في البلد بعيد كل البعد عن الواقعية و عن الشفافية، ولا يؤكد سوى تصاممه المتعمد عن حقيقة تطبيع المشهد السياسي الوطني ، و عن طبيعة العلاقة المحترمة بين مختلف أطرافه ، بعيدا عن جو الشحن و التخوين ، كما يؤكد معارضته الشخصية للمكتسبات الوطنية التي تحققت منذ انتخاب و تسلم صاحب الفخامة السيد محمد ولد الشيخ الغزواني للسلطة ..
إننا نتقبل الإختلاف و نحترم المعارضة السياسية ، لكننا لا نقبل السكوت على طمس الحقائق أو أي مغالطة للرأي العام ، وكلنا ثقة من الناخب الوطني ووعيه ومن حرصه التام على وقوفه خلف نهج الإصلاح الذي تتبناه الرؤية الثاقبة لمرجعية حزب الانصاف صاحب الفخامة محمد ولد الشيخ الغزواني ، ومن تأكيد تصدرنا مجددا للمشهد السياسي في قادم المناسبات و الاستحقاقات الانتخابية ..