ملف العشرية الفزّاعة ام الملهاة .... ؟

اصبح ملف العشرية  اداة للتصفية ووسيلة للابتزاز داخل الفريق الحاكم فأجنحة النظام المتنافسة تستغل الملف لإبعاد منافسيها و زرع الشك بينهم وبين رأس النظام  حتى  يتفرد الجناح الأكثر قدرة على الوقيعة والأقدر على نسج ومحاكاة خيوط ارتباط المستهدفين بملف العشرية وادعائه إفلاتهم من العقاب وترويج السيناريو على انه سبق إعلامي تمكنت  منه وسائل إعلام حازت به المكانة والشهرة والتفوق

إن وضع الفريق الحاكم يشبه الى حد بعيد الخلافة العثمانية ايام سقوطها وهو الوضع الذي نتمنى ان ينتبه له النظام نفسه لأن سقوط النظام في ظل تعدد أقطاب الصراع الداخلي وأحوال العالم من حولنا اكبر خطر يهدد المشروع الوطني منذ أسس  فنحن  نخلط ــ عمدا أو جهلا ــ بين الوطن والنظام والحقيقة إن الأول أولى  بالتحصين وأحق بالمحافظة بينما الثاني تحميه مكاسب تحقيق مطالب الشعب و قدرته على ابعاد المخاوف من الجوع والخوف والظلم والحيف  واستمراره مرهون بنيل دوام رضى الشعب وهي الصورة التي عززتها شمولية الاطلاع ومجانية الاستفادة من تكنلوجيا التواصل الاجتماعي او رمزية تكلفتها  وصعوبة حجب الاخفاق والقدرة الهائلة على ملامسة النجاح ورؤيته على ارض الواقع .

حينما تعمد الفريق الحاكم الدخول في حرب لا هوادة فيها  ضد قائده وضد بعض المقربين منه كنا ندرك ان النتيجة الحتمية ستكون خسارة الحرب الحقيقية ضد الجوع والتخلف ومحاربة الفساد وسيكون الصراع  العبثي فزّاعة يعلق عليها الفريق المكلف بتحقيق آمال الشعب كل إخاقاته وستتحول الى اداة تخلص تعسفي من كل فكرة مخالفة او جهد صالح في ظل سيطرة المفسدين واصحاب السوابق والعاجزين على مقاليد البلد ونجاحهم المستمر في تضليل المسئول الاول اليوم وغدا ومغالطته وتغييب المشهد الحقيقي المشحون عن ارادة اهتمامه  وعن ابتعاد توجهاته بالمقارنة مع جميع تعهداته للشعب ولله عز وجل و لتمسكه بقيم الشناقطة التي كان من المفروض ان يكون مثالها الواضح  الذي به يحتذى .

غير ان استمرا الانحدار الشامل سيوصل الجميع الى سفح الجبل الذي تسلقه الوطن والشعب بصعوبة كبيرة 

كانت تكلفتها باهظة في بعض مراحلها وعلى الحكماء ان يتداركوه قبل فوات الاوان فاللحظة تنذر بمستوى غير مسبوق من الاحتقان والتسيب وسوء التسيير وضيق الافق و قصر النظر وارتجال الحلول لم يصلها الوطن الا نادرا .

وعلى الطبقة " النيرة " ان تسموا بمشاركتها في توجيه الرأي العام نحو ما يمكث في الأرض مما ينفع الناس فلقد تأكد الجميع ان زبد التقرب بالكذب و خيانة الفريق لن تؤتي أكلها ولن تقدم المشروع ولن تساعد في الوفاء بالتزامات وتعهدات رئيس الجمهورية  وهو يواجه المجهول والجائحة وتخالف الفريق حد الصراع في مأموريته الحبلى بالمتناقضات وعليه وحده تقع مسئولية تصحيح الخطأ ومعاقبة المفسدين وتغيير الذين فشلوا في المهام المسندة إليهم فكما انشغلوا بخلق  مأساة ملف العشرية عليهم ان يدفعوا ثمن فشلهم في إنهائه وتعمدهم  تحويله الى فزاعة علقوا عليها كل إخفاقاتهم  وعجزهم المريع  .

سيدي عيلال