الأغانى السياسية والإعلام .. سلاح السلطة الضائع فى الوقت الراهن !

شكل الإعلام السياسى، والفن المصاحب للأنشطة الرئاسية بموريتانيا أبرز أسلحة الحكام الراغبين فى توطيد أركان المنظومة التنفيذية الحاكمة، وتعزيز الصورة العامة لدى الجمهور البسيط، مع الترويج للأنشطة الرئاسية، والمنجز على الأرض مهما كان تواضع الإنجاز لدى البعض وتعدد المشاكل التى يواجهها نظامه من وقت لآخر.

 وقد ظلت الزيارات الرئاسية للداخل أبرز أسلحة الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع، وخليفته فى الحكم – بعد فاصلة محدودة- الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، بينما خفف الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى من الحضور داخل الساحىة المحليةـ مفضلا الإنشغال بإعادة بناء الجمهورية، واصلاح القطاعات الحيوية، وإطلاق مشاريع اجتماعية تنفع الناس وتمكث فى الأرض، وترميم العلاقة مع النخب السياسية وتدبير الشؤون الأمنية والعسكرية للبلد، لكنها منجزات ضاعت أوتكاد فى زحام الصراع السياسى الدائر بالعاصمة نواكشوط، وغابت القوة الإعلامية الرافعة لها، فى ظل جمهور كانت لديه مواعيد ثابتة مع الرؤساء، وأخرى متوقعة من وقت لآخر، ضمن حركة يراد بها لفت الإنتباه للمنجز على الأرض، أو خلق فرص إعلامية للقوى الداعمة له من أجل الترويج لحكمه وما أنجز خلال الفترة الماضية ، عبر وسائط التأثير المختلفة ( التقارير/ الندوات/ الأماسى السياسية/ الأغانى السياسية الداعمة للرئيس/ الحوار المصاحبة لأي حراك فى الداخل أو حشد الجماهير بالمدن والريف) ،  وتعزيز التواصل مع القوى الفاعلة فى الساحة، وإطلاق حركة التعيينات والتغييرات ذات الطابع السياسى بعد كل جولة، وهو مايشكل دفعا للأشطة السياسية المصاحبة لزيارات الرئيس، ويزيد من اهتمام النخب المحلية الداعمة والمعارضة بأي حراك نحو الجمهور.

وقد احتفظت الذاكرة الموريتانية بالعديد من الأغاني السياسية التى كانت أيقونة المرحلة الممتدة من 1984 إلى 2005 ، والتى حملت الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع إلى الجمهور فى الداخل قبل أن يصل إليه أي منجز

كما ظلت القوة الإعلامية الموالية للسلطة حاضرة بقوة فى المشهد خلال السنوات الماضية ، مع حضور محدود للمعارضين فى دوائر الإعلام والتأثير، قبل تمييع المشهد الإعلامى  المستقل، والدفع بالإعلام الرسمى نحو الواجهة بتمويل سخي، دون رؤية ناظمة للمؤسسات المذكورة، أو هدف محدد للقائمين على بعضها، أو تأثير ولو من بعيد فى الساحة الإعلامية المحلية، لضعف النخب المكلفة بالإعلام فى القطاعات الوزارية والفراغ الذى تعيشه الرئاسة الموريتانية إعلاميا فى الوقت الراهن