زووم الصحراء.. سباق الرئاسيات.. وخيارات المعارضة الصعبة

ربما لم تواجه المعارضة الموريتانية منذ انطلاقة ما يعرف في الأدبيات السياسية بالمسلسل الديمقراطي مطلع تسعينيات القرن الماضي، وضعا أصعب من الوضع الذي تواجه اليوم في تحديد خياراتها، ورسم آفاق مستقبلها بين يدي استحقاقات 2024 الرئاسية. 

لماذا تبدو قدرتها على التوافق محدودة؛ هل لأنها بلغت مرحلة اليأس من الوصول إلى السلطة، أم لأنها لم توفق في إدارة تبايناتها، أم لأن حصاد المأمورية الأولى من حكم الرئيس غزواني سحبت منها رصيدها الخطابي وكتلا معتبرة من رصيدها الانتخابي أيضا

في زوم الصحراء هذا الأسبوع محاولة للاقتراب من مشهد التنافسية المعارضة على بعد زهاء شهرين فقط من يوم الاقتراع الموعود. 

 

المشهد الآن..

يبدو مشهد المعارضة مبعثرا ، رغم أن عددا من خياراته لم تتحدد بعد فنحن أمام حالة موزعة بين ثلاث اتجاهات:

✔️ قوى حسمت ترشيحها وهي في عمومها جديدة، وقوى ما زالت تنتظر، وأغلبها مما يوصف بالمعارضة التقليدية، وقوى لم يتضح حتى ما إن كانت ستشارك أم ستقاطع، أو تغير مواقعها ربما.! 

 

-في الصنف الأول نجد:

☑️ القيادي في أمل موريتانيا العيد ولد محمدن.

☑️ ورئيس حركة إيرا النائب بيرام الداه اعبيد.

☑️ والمستشار أحمد ولد هارون ولد الشيخ سيديا.

☑️ الأستاذ الجامعي ورئيس حركة موريتانيا إلى الأمام نور الدين محمدو. 

 

- وفي الصنف الذي ما يزال ينتظر:

☑️ حزب تواصل 

☑️ حزب قوى التقدم 

☑️ حزب التحالف الشعبي التقدمي 

☑️ حزب التحالف من أجل العدالة/ حركة التجديد

☑️ تحالف التعايش المشترك 

 

- والقسيم الثالث الذي لم يتضح بعد طبيعة خياراته، وإن كانت هناك مؤشرات بشأنها سنرصدها في الفقرة التالية  من أهم مكوناته:

☑️ القوى المقربة من الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز

☑️ بعض التشكيلات المكونة لتيار الأغلبية الصامتة . 

 

الخيارات الصعبة..

عند التدقيق في المرشحين المعلنين وأولئك الذين لما يعلنوا بعد، وحتى عند تخيل من يحتمل أن تتكشف عنه خيارات القوى التي لم تحدد قرارها بعد يتضح أن:

✔️ ميراث عدم الثقة بين أطراف الفعل المعارض.

✔️ تأثيرات سنوات التهدئة التي طبعت المأمورية الأولى للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني.

✔️ حصاد تعثر التناوب الداخلي داخل أجيال المعارضة.

أوجد حالة بات فيها ما كان سهلا في سوابق تجارب المعارضة ممتنعا أو في الحد الأدنى متعذرا الآن، ومع ذلك يعتقد مراقبون أنه ما زال ممكنا وقد يأخذ أحد شكلين:

☑️ توافق عدد من الكتل على تقديم مرشح واحد قد يكون أحد الأسماء المعلنة أو تلك التي ما زالت مضمرة، ويطرح هنا بشكل محدد إضافة إلى المرشحين السابقين كل من:

- امادي ولد سيد المختار (زعيم المعارضة ورئيس حزب تواصل)

- البروفسور أوتوما سوماري (القيادي في حزب الطلائع)

- ⁠محمد ولد المنير (القيادي في مجموعة الأغلبية الصامتة)

- با ممدو بوكار (رئيس حزب حركة التجديد)

☑️ الاكتفاء بالحد الأدنى من التنسيق في الحملات والعمليات الانتخابية، دون الوصول غالبا لمستوى التوافق المسبق على تبادل الدعم في حال حصول شوط ثاني. 

 

وبعد؛

في مشهد سياسي نجحت فيه القوى الداعمة للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني في توحيد مواقفها، وتبدو جاهزة بشكل كبير لخوض حملة انتخابية منسقة؛ يبدو الصف المعارض مشتتا بفعل عوامل لايظهر أن الأسابيع المتبقية قبل الحملة قادرة على تجاوزها، ذاك أن:

✔️ الأحزاب التقليدية (التكتل، قوى التقدم، التحالف الشعبي، تواصل، حركة التجديد) تعاني من أزمات داخلية متفاوتة؛ ولكنها متقاربة من حيث شلها لها عن اتخاذ مواقف بنفس القوة والنجاعة التي كانت تعمل بها في السابق.

✔️ والقوى الجديدة في عجلة من أمرها لحجز ما تعتبره مواقع شاغرة أخلاها السابقون، ويجب الإسراع لتسجيل ملكيتها وحصد ميراثها في الموسم القادم.

✔️ ويبقى احتمال نجاح أحد هذه الأطراف في جمع عدد من هذا الشتات في بوتقة واحدة أمرا ممكنا ولكن صعوباته قوية؛ لتكون النتيجة على الغالب سباق انتخابي رهانه الأساس ليس من يكون سيد القصر في السنوات القادمة بل بشكل أساس من يكون سيد المعارضة.

نقلا عن زوم الصحراء