قصة جميلة في أولها ومأساوية في آخرها (تستحق القراءة)

ﺧﺮﺝ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﻳﺘﻨﺰﻩ ﻓﺮﺃﻯ ﻓﻼﺣآ ﻳﺤﺮﺙ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻫﻮ ﻣﺴﺮﻭﺭ
ﻳﻐﻨﻲ ﺑﻨﺸﺎﻁ ﻭﺳﻌﺎﺩة
ﻓﺴﺄﻟﻪ ﺍﻟﻤﻠﻚ:: ﺁﺭﺍﻙ ﻣﺴﺮﻭﺭﺍ ﺑﻌﻤﻠﻚ ,ﻓﻬﻞ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﺭﺿﻚ ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻔﻼﺡ :: ﻻ ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ إنما ﺃﻋﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻷﺟﺮة
ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻗﺮﻭﺵ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ..
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﻠﻚ :: ﻭﻫﻞ ﺗﻜﻔﻴﻚ ؟
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻔﻼﺡ:: ﻧﻌﻢ , بل ﻭﺗﺰيد  أحيانا
فقرشٌ : ﺃﺻﺮﻓﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﺸﻲ , ﻭﻗﺮﺵٌ ﺃﺳﺪﺩ ﺑﻪ ﺩﻳﻨﻲ , ﻭﻗﺮﺵٌ أُﺳﻠِﻔُﻪ
ﻟﻐﻴﺮﻱ , ﻭﻗﺮﺵ ﺃﻧﻔﻘﻪ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ..
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﻠﻚ:: ﻫﺬﺍ ﻟﻐﺰ لم ﺃﻓﻬﻤﻪ فاشرحه لي  !!
فﻗﺎﻝ ﺍﻟﻔﻼﺡ :: 
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﺮﺵ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺮﻓﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﺸﻲ ﻓﻬﻮ ﻣﺎ ﺃﻋﻴﺶ ﻣﻨﻪ ﺃﻧﺎ
ﻭﺯﻭﺟﺘﻲ ..
ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﺮﺵ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺳﺪﺩ ﺑﻪ ﺩﻳﻨﻲ ﻓﻬﻮ ﻣﺎ ﺃﻧﻔﻘﻪ 
ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻲ ﻭﺃﻣي فقد ربياني وانفقا عليّ حتى كبرت و أنا أقضي الدين لهما حين كبرا وعجزا ..
ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﺮﺵ ﺍﻟﺬﻱ أﺳﻠﻔﻪ ﻟﻐﻴﺮﻱ ﻓﻬﻮ ﻣﺎ ﺃﻧﻔﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﻻﺩﻱ , حيث ﺃﺭﺑﻴﻬﻢ... 
ﻭﺃﻃﻌﻤﻬﻢ ﻭﺃﻛﺴﻮﻫﻢ ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﻛﺒﺮﻭﺍ ردوا ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺇﻟﻲّ ..
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﺮﺵ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﻔﻘﻪ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻬﻮ ﻣﺎ ﺃﻧﻔﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺧﺘﻴﻦ
ﻣﺮﻳﻀﺘﻴﻦ  ليس لهما أحد سوايَ.
أعجب ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻣﻦ ﺭﺩﻭﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ ﻓﺄﺷﺘﺮﻯ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻭﻫﺒها له... 

لكن الملك اخطأ بفعله ذلك , فقد وجد الرجل سعيدا بكد يده وتعبه , ويأكل من عرق جبينه فأعطاه الارض بما فيها من خيرات.
ﻓﺒﺎﻉ ﺍﻟﻔﻼﺡ ﺍﻻﺭﺽ
ﻭﺍﺧﺬ ثمنها , واصبح غنيا 
ﻭﺗﺰﻭج امرأة اجنبية
وطلق أم أولاده
 ونقل أبويه الى دار للمسنين , وطردت زوجته الاجنبية اولاده من البيت.

ثم غادر البلاد , وعاش هو وزوجته الجديدة في بلدها.

القصة فيها عِظة وعبرة..فالله سبحانه وتعالى اعلم بعباده , وبما يصلحهم , حيث كان فقر هذا الرجل مصدر سعادة له ولأسرته ولوالديه , وحين استغنى طغى وآثر الحياة الدنيا...إ"ن الانسان ليطغى أن رآه استغنى