رسالتنا الأخيرة إلى الجيش/ سيدي علي بلعمش

حين يصبح القانون في بلد ما هو مزاج المتنفذين ، يبيح أخطاءهم و يحرم ما سواها ، يكون هناك قانون واحد ، يخسر كل من لا يؤمن به : كان على ولد غده أن يعمل على تسريب ما تحمله هواتف ولد حدمين و ولد محم خيرة و ولد أجاي و حتى ولد الغزواني و ولد أغويزي و ولد مكت !

لقد كان الأمر سهلا لو تم التفكير فيه بحزم و جد . و ما زال سهلا لمن يفهم أن موريتانيا أصبحت أرضا سائبة لا مكان فيها لمن لا يدافع عن نفسه بنفسه؛ هذا هو ما تفهمه هذه العصابة و هو ما يجب أن تعامل به : ليست هذه دعوة للعنف و إنما هي دعوة لتوزيع الرعب فالظلم إذا عم يصبح عدلا أو يصبح أكثر عدلا على الأقل.

لم يعد السكوت على ما يحدث في موريتانيا ممكنا : لا يخفي ولد عبد العزيز استهتاره بالقانون .. لا يخفي استغلاله للمال العام و موظفي الدولة و الجيش في حملته .. لم يعد أحد يتكلم في موريتانيا عن صفقات التراضي : لقد أصبحت عرفا أقوى و أرسخ و أوضح و أعدل من كل قانون.. السطو نهارا على ممتلكات المواطنين و الخطف و الاغتصاب أصبحت ممارسات عادية في البلد بل أقرب إلى المشروعة و على من لا يستطيع الدفاع عن نفسه أن يغادر البلاد أو يموت : هذه ليست مهمة الأمن و لا من عاشر اهتمامات العصابة التي ما كان لها أن تستهتر بكل شيء إلى هذا الحد لو لم تصنع مناخه الملائم لمنطقه..

ما تقوم به عصابة ولد عبد العزيز اليوم لم يعد فسادا و لا تجاوزات و إنما هو حرابة “لا شية فيها”، يبررها العلماء المستهترون، لا بارك الله لهم في مال و لا ولد و لا عمر و يدافع عنها مرتزقة الشعراء و المثقفين و يصفق لها الأحمدواهيون الذين اكتسحوا أرضنا ليفسدوا الحياة فيها كما أفسدوا دنياهم و أخراهم ..

ـ على الجيش الموريتاني اليوم و أنا ممن يحترمونه جدا و يعون جدا أن لا دخل له في ما تقوم به عصابة ولد عبد العزيز الشريرة و ما زلت أكرر أن الجيش الموريتاني متضرر من هذه العصابة أكثر من المدنيين و مهمشة نخبه من قبل هذه العصابة أكثر من أي جهة أخرى و يتم كل يوم طرد و تكبيل و تهميش أي ضابط وطني فيه أظهر أي مستوى من الغيرة على الوطن أو الزهد في ما يتقاتلون عليه من وسخ الدنيا .. على هذا الجيش الوطني (بحق) الذي يخاف على موريتانيا أكثر منا و يصبر على فساد و إفساد هذه العصابة المحتمية بكتيبة أعجام و مرتزقة ولد احريطاني، بروح مسؤولية ، تفاديا لتفكك البلاد، أكثر منا.. على جيشنا الوطني الذي أعرف من ضباطه الشرفاء، النبلاء، الأمناء على موريتانيا أكثر من كل من عرفتهم من المدنيين .. على جيشنا الوطني الذي أعرف من شجعانه و أبطاله و أوفيائه من يمكن التعويل عليهم حين تصل الأمور إلى ما وصلت إليه اليوم من تردي متواصل و مخاطر لا غبار عليها .. على الجيش الوطني الذي أتمسك ـ و لو لنفسي ـ بأنه لم يحكم موريتانيا يوما واحدا رغم ما يردده السياسيون الفاشلون ، الأغبياء .. على ضباط جيشنا الحقيقيين : خريجي الكليات الحربية المحترمة في العالم و أصحاب الشهادات العالية غير المزورة و دورات التكوين المميزة .. على هذا الجيش اليوم أن يستعد لتحمل مسؤولياته بعدما وصلنا إلى هذا المستوى من الانحطاط و الابتذال و الاستهتار المعلن و المكشوف بسمعة الوطن و هيبة الدولة و مصلحة المواطنين : لا خير اليوم في من لا يهب لنجدة موريتانيا .. لا واجب اليوم أكثر إلحاحا من إنقاذ موريتانيا من أيادي هذه العصابة الشريرة .. لا موت أكرم اليوم و لا في يوم آخر من الموت اليوم دفاعا عن موريتانيا لإخراجها من هذا الوضع المخجل و المزري : تلك رسالتنا الأخيرة إليكم