كشفت دراسة طبية جديدة عن إمكانية الكشف المبكر عن مرض الإنتان (تعفن الدم)، من خلال بروتين مناعي يضطلع بدور محوري في تنظيم الاستجابة الالتهابية، ما قد يمثل خطوة كبيرة في إنقاذ حياة المصابين بهذا المرض الخطير. ويُعد الإنتان حالة طبية حرجة تنجم عن استجابة مناعية مفرطة للعدوى، قد تؤدي إلى فشل أعضاء الجسم والوفاة إذا لم تُعالج في الوقت المناسب.
وأجريت الدراسة في مستشفى صحة الأطفال في تيمبل ستريت ومستشفى روتندا في أيرلندا، وعُرضت نتائجها في المؤتمر العالمي للجمعية الأوروبية لعلم الأحياء الدقيقة السريرية والأمراض المعدية، الذي انعقد في 11 أبريل الجاري. ونقل موقع “يوريك أليرت” تفاصيل الدراسة.
الحاجة إلى مؤشرات حيوية أكثر سرعة ودقة
يعتمد التشخيص التقليدي للإنتان على مؤشرات حيوية مثل بروتين “سي التفاعلي” (CRP) وهرمون “البروكالسيتونين” (PCT)، إلا أن هذه المؤشرات تعاني من بطء في الاستجابة، ما قد يؤدي إلى تأخير التشخيص وبالتالي التدخل الطبي. ونظراً للتطور السريع لمرض الإنتان، يؤكد الباحثون الحاجة إلى مؤشرات حيوية أكثر حساسية وسرعة للكشف المبكر وإنقاذ الأرواح.
دراسة شاملة لـ 252 مريضاً
شملت الدراسة 252 مريضاً يعانون من أعراض تشير إلى احتمال الإصابة بالإنتان، من فئات مختلفة شملت الأطفال، الحوامل، وحديثي الولادة. وتم جمع عينات متسلسلة لهؤلاء المرضى خلال مراحل العلاج، وتم تصنيفهم بحسب نوع العدوى ومدى حدة الاستجابة الالتهابية.
بروتين الإنترلوكين-6.. أداة واعدة للتشخيص السريع
أظهرت نتائج الدراسة أن بروتين الإنترلوكين-6 (IL-6) تفوق بوضوح على المؤشرات الحيوية التقليدية في التمييز بين العدوى البكتيرية وغير البكتيرية، كما أثبت فعاليته في تحديد شدة الإنتان، مما يجعله أداة حيوية في توجيه العلاج المناسب في التوقيت المناسب.
وصرّح الدكتور شون ويلان، الباحث الرئيسي في الدراسة، قائلاً:
“يتميز بروتين الإنترلوكين-6 بسرعة استجابته، إذ يتم إفرازه في غضون ساعة إلى ساعتين من الإصابة بالإنتان، ويبلغ ذروته بعد 6 ساعات، ثم ينخفض بعد 24 ساعة. في المقابل، تصل المؤشرات الحيوية التقليدية إلى ذروتها بعد 24 إلى 48 ساعة، وهو ما يجعل IL-6 مؤشراً مثالياً للتشخيص المبكر”.
خطوة نحو تحسين نتائج المرضى
يرى الباحثون أن اعتماد بروتين الإنترلوكين-6 كمؤشر حيوي مبكر قد يُحدث تحولاً نوعياً في التعامل مع مرض الإنتان، من خلال تسريع التشخيص وتوجيه العلاج الفوري، مما يساهم في تحسين فرص البقاء على قيد الحياة.