جدل إقليمي بعد دعوة تركي الفيصل إلى ضرب مفاعل ديمونا: ازدواجية المعايير النووية تتصدر النقاش

 أثار مقال نشره رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، الأمير تركي الفيصل، في صحيفة “ذا ناشونال” الإماراتية. الخميس 26 يونيو، عاصفة من التفاعل على المستويين السياسي والإعلامي، وذلك عقب مطالبته الصريحة للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب. بـ”ضرب المفاعل النووي الإسرائيلي في ديمونا”، تمامًا كما جرى التعامل مع منشآت إيران النووية في السنوات الماضية.

وتحت عنوان “على ترامب ألا يتبع معايير مزدوجة”، وجّه الفيصل انتقادات حادة لما وصفه بـ”ازدواجية المعايير الغربية”. مشيرًا إلى أن المفاعل الإسرائيلي يُعد مصدر تهديد نووي دائم في المنطقة، ومع ذلك يبقى خارج الرقابة الدولية، في ظل تجاهل الغرب لمخاطره.

وقال الفيصل: “إذا كان من المشروع لبعض السياسيين الغربيين شن ضربات على إيران لوقف مشروعها النووي. فمن باب أولى أن يتم التعامل مع ديمونا بالمثل، ما دام الهدف هو تطهير الشرق الأوسط من التهديدات النووية”.

واستحضر الأمير موقف والده الملك فيصل في خمسينيات القرن الماضي، حين ألغى زيارته للولايات المتحدة احتجاجًا على. مواقفها غير المتوازنة، ملمحًا إلى نيته اتّباع المسار نفسه، قائلاً: “لا أرغب أن يُقال إنني صافحت من يتفاخر باستهداف الإيرانيين ويتغاضى عن الأسلحة النووية الإسرائيلية”.

“ديمونا”… الغائب الحاضر في معادلة الردع النووي

ويعتبر مفاعل ديمونا من أكثر المنشآت غموضًا في العالم، حيث ترفض إسرائيل حتى الآن الاعتراف رسميا بامتلاكها. أسلحة نووية، رغم تقديرات دولية تُرجّح امتلاكها أكثر من 80 رأسًا نوويا.

وعلى عكس إيران، فإن إسرائيل لم توقّع على معاهدة عدم الانتشار النووي، ولا تخضع منشآتها لأي رقابة. من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وفي المقابل، تخضع إيران لعقوبات متزايدة بسبب برنامجها النووي، رغم نفيها المتكرر لأي نوايا عسكرية.

أصداء سياسية… ومؤشرات على تبدّل في اللهجة؟

ورغم أن الفيصل لا يتولى منصبًا رسميًا حاليًا، إلا أن مكانته وخبرته الطويلة في السياسة والدبلوماسية تضفي على تصريحاته. وزنًا كبيرًا. خصوصًا في سياق متصاعد من الدعوات الإقليمية إلى “تحييد التهديد النووي الإسرائيلي” كشرط لتحقيق الاستقرار الشامل في الشرق الأوسط.

في الوقت ذاته، عبّرت المملكة العربية السعودية عن “قلق بالغ” إزاء تصاعد الهجمات على المنشآت النووية الإيرانية. مؤكدة في بيان رسمي متزامن أنها تتابع التطورات “باهتمام كبير”، ما قد يُقرأ كإشارة إلى تبلور موقف متمايز أو أكثر توازنًا.